5
2012
الفرصة الأخيرة!
بعد أن تعلمت مبادئ المشي “بداش اداش” في مجال السمعي البصري أواخر التسعينيات دخلت عالم التركيب الرقمي عام 2001 ثم بدأت القفز “هوبا هوبا” في عالم التصميم الثلاثي (3D) إبتداء من سنة 2003 وتعلمت قواعد التصوير التلفزيوني 2004، بعدها وبفضل الله تعالى تعلمت الكلام “بابا ماما” بمصطلحات الإنتاج الفني، ثم التصميم المطبعي وتدوين الأفكار سنة 2006 حيث الجنود يحرسون..
وفي عام 2007 كان لي مع تصميم المواقع (Web Design) نصيب، وفي الإشراف على فريق الإنتاج تجربة، وعام 2008 دخلت عالم الركض في عالم الكومبوزيتينج (Compositing) والتراكينج (Tracking) والخدع السنيمائية، وعام 2009 طرقت باب المؤثرات البصرية (VFX) ونظام الجزيئات (Particles System)… وتعرفت في مسيرتي بأناس رائعين، بخبراء مقتدرين وبموهوبين مبدعين…
وفي منتصف عام 2010 وبعد المشي والقفز والجري… أرغمتني الحياة على الحبوِ من جديد “بلم بلم” في مجال آخر، زاحم رغبتي! وألزمني على توديع نهضتي…!
كان لي عندها حوار مع الذات… حان الوقت لنشره:
حل الدولتين!!
هذا المقال ليس مقالا سياسيا ولا يقدم حلولا للقضية الفلسطينية ولا حتى يتحدث عن مفهوم التعايش السلمي بين الشعوب ولا الحوار بين الأديان …. بل يتحدث عن سياسة خاصة وداخلية ويقدم حلا لقضية شخصية، بمفهوم التعايش السلمي بين المهام والوظائف من خلال حوار أجريته مع الذات..
– أولا مرحبا بـ”ذاتي” ضيفة على مدونتي الشخصية!، ممكن تعريف للقراء الكرام؟
– في الحقيقة يخجلني اهتمامك سيدي.. اممم.. حسنا، أنا.. أنت، أنا عصارة تفكيرك وإحساسك وتصورك..
– هل يمكن أن أعرف ترتيب اهتماماتك وطموحاتك؟
– ليس من عادتي إفشاء هذه الأسرار إلا لك سيدي، ولك خيار نشرها للقراء. أنا أهتم بعدة أمور متباينة، بعضها يطفو فوق بعض، ولعل أهمها: الفن والجمال والإبداع. أما عن طموحاتي فهي تنبني على تلك الاهتمامات، وهي أن يرقى الفن والجمال بالإبداع لمستوى العقل الذي منحه الله للإنسان، فيحرك فيه المشاعر والتفكير والفعل الإيجابي.
– وماذا عن المال والشهرة والجاه؟
– هي أمور يطلبها أي إنسان، فالمال وسيلة لتحقيق الطموحات، أما الشهرة والجاه ثمار للجد في العمل وتحقيق الإنجازات.
– كيف تقَيمين أيتها الذات أدائي في إنجاز طموحاتك؟
– الأصح أن تسأل: كيف تقَيّمين أداءنا في إنجاز الطموحات؟، لأنني جزء من أدائك وعنصر من عناصر نجاحك وفشلك. فإن قمنا بعرض مسيرتنا القصيرة التي قضيناها في تطبيق الخطة المرسومة سنة 2001 (أي مسيرة عشر سنوات) نجدها مليئة بالتحديات، اجتزنا بعضها بسهولة رغم صعوبتها وبقينا نراوح مكاننا في بعضها إلى الآن، فأنت سيدي من قال يوما: “التحديات تسهم في تأخر تحقيق الهدف وليس في عدم تحقيقه.” وتعلمنا من هذا أن لا نستسلم لأي معرقل يحول بيننا وبين ما نطمح إليه.
– ممكن تفصيل أكثر؟ وما هو التحدي الذي ترينه لا يزال قائما؟
– قبل أن نسترسل في عرض التحديات الحالية، علينا أن نتحدث عن التي تم اجتيازها.. كي لا نُغفل ما قمنا به من إنجازات، ما حققنا من أهداف وتعلمنا من خبرات، وما قدمنا لمن حولنا من فوائد وإضافات. فمسيرتنا مليئة بالأمور الإيجابية والجميل أننا قمنا باستغلال الفرص المتاحة لنا، وأبدعنا حسب ما وهبنا الله من قوة في عدة مشاريع.
أما عن سؤالكم عن التحدي الذي أراه قائما، هو “الانفصام الوظيفي” الذي تعيشه، ليس فقط لأن المجال الآخر، الذي تطفل إلى مسارك، مجال جاف خال من الإبداع، لكن.. لأنه يأخذ زبدة وقتك، وأهم ساعات يومك. فإن كنت على استعداد كامل للمغامرة؟ عليك أن تسلك طريقا وسطا، عليك أن توفق بين الوظيفتين!!
– لكن أنت تعلمين أني أدخل المنزل متعبا في المساء؟
– أعلم أن طموحك أقوى.. فقط نظم وقتك، ورتب مهامك، واجمع بين الإثنين..
– هل تعتقدين أن هذا ممكن؟؟
– توكل على الله، وثق بنفسك، وعش حالتك كما هي.
إنتهى الحوار
وبعد ذلك الحوار المثير والصريح، قررت رفع التحدي وأيقنت أن الله معي وهو معيني في مسيرتي. والحمد لله بدت لي الكثير من ملامح النجاح.
الفرصة الأخيرة!
أتى يوم.. غلب فيه التعب على طموحي وإرادتي، و عَيا جسمي على حمل طموح النفس، فاستضافه الفِراش ليستريح، صبيحة يوم عمل! كانت تلك نقطة تحول أخرى.. فشلت خطة الجمع بين الوظيفتين المتباينتين، فجلست إلى والدي أستشيره في الأمر، كان القرار مفاجئا! إنها الفرصة الأخيرة لك يا بني، كي تثبت أن عالمك الذي تبحر فيه، له مراسئ.. له صيد وموانئ. لديك العام كاملا لتثبت هذا، وسنلتقي بشكل دوري لنقيّم إنجازاتك ونجاحاتك.
إنها الفرصة التي لن تضيع بحول الله، ورهاني عليها كبير، فنسأل الله العلي القدير أن يوفقني ويرشدني لكل خير، والشكر لكم موصول يا رواد مدونتي الكرام، ويا من يحمل همي ويواسيني بالنصح والدعاء.
والحمد لله أولا وآخرا.
مقالات ذات صلة
16 تعليق + Add Comment
أضف تعليقك
ألوان الطيف
كن معجبا على الفايسبوك
روابط
- Dreamanim متخصصة في التصميم الفني التلفزيوني والرسوم المتحركة والمؤثرات البصرية.
- veecos.net شبكة إعلامية معرفية..
- المنابر منتدى حوار رسومي تعليمي عربي يهتم بمناقشة وتعليم برامج الرسوم ثلاثية الابعاد الشهيرة وبرامج تحرير الفيديو.
- شعارات أول مدونة عربية مهتمة في الحديث عن تصميم الشعارات (logo) وعن أخبارها واتجاهاتها وكل ما يتعلق بها.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركانه
مقال رائع الأسلوب ومعانيه أروع
هي فرصة أخيرة إذن؟؟
فما عليك أيها الملحن تحت نغمات إيقاع الألوان إلا أن تسعى جاهدا لتحقيق ما تصبو إليه وماتطمئن به ذاتك، وذلك بإخلاص النية والتفاني في العمل.
فمصيرك بين يديكـ ، ورضاك ورضا والدك ضعه نصب عينيكـ
والله الموفق للخير والصلاح
سلامي
الحمد لله ، و مبارك عليك و علينا ، … ” إن مع العسر يسرا ”
مرحبا بك مرة أخرى في عالم الإبداع ، و لو أني أعلم أنك تدرك أن الوالد بقدر ما حررك من قيود عالم ” اللا إبداع ” ، إلا أنه بالمقابل حملك مسؤولية أنا متأكد أنك على قدرها …
كما أعتقد أن القضية ليست قضيتك وحدك ، و بالتالي فلست مسؤولا عن إيجاد الحلول وحدك ، فالقضية قضية اعتقاد جماعي سائد بعدم جدوى العمل في المجالات ” غير التقليدية ” ، و لا يمكن أن نحكم بتخطيء هذه الفكرة فقد ترسخت لأسباب موجودة و منطقية ، أهمها : ” انعدام النماذج المحلية الناجحة ” …
لذا فكل نموذج محلي ناجح سوف يعتبر نصرا للقضية ، مهمن يكن صاحبه ، و هذه مهمتنا جميعا إن شاء الله …
بالتوفيق أخي سفيان ..
ماشاء الله عليك يا أخي جميل جدا ان يقوم اي شخص بوقفة مع نفسه يفرق بين ما يراوده و ما يريده و اجمل ذالك هو العبرة و الخبرة فبارك الله لك و اتتم لك و لنا بالخير
عشنا معك في هذه التدوينة لحظات فرح وسعادة ولحظات بؤس وشقاء -وكأني بها مرت أياما و ليالي-، فرحنا لفرحك وحزنا لحزنك…
مبارك لك ، و أخيرا ..، لأصدقك القول لقد فرحت لنفسي أيضا … ، وإن شاء الله التدوينات القادمة نعيشها معك
كفريق متكامل وناجح…لو كان الشخص الذي كتب هذه التدوينة غير الذي أعرف ، لقلت ربما عظّم الله أجري فيه ..
ولكني كلّي ثقة بأنك تستطيع …. ولا أزيد كلمة ، توكل على الله أخي …. توكل على الله فهو حسبك …
وفي الأخير أرجو أن تعتبرها الفرصة الأولى – لما هو قادم إن شاء الله – و ليس الأخيرة.
أرجو لك من الله التوفيق من كل قلبي … امضي و أطلق الطاغية من جديد 🙂 …
– وماذا عن المال والشهرة والجاه؟
– هي أمور يطلبها أي إنسان، فالمال وسيلة لتحقيق الطموحات، أما الشهرة والجاه ثمار للجد في العمل وتحقيق الإنجازات.
انه الجواب المثالي لسؤال المليون دولار
اسلوب رائع اخي سفيان جمعت فيه بين جمال الابداع و ايقاع الالوان ودمجتهما بشكل رائع
فرصتك الاخيرة لن تضيع فنحن معك بالدعاء ان شاء الله ونحن نتبع طريقك
سؤال فقط: كم كان عمرك عندما دخلت هدا العالم ؟؟ لنرى اين نحن من طريقك
بارك الله فيك..
كلام كبير اخي أسامه.. جعله الله في ميزان الحسنات.. وجد آذانا من رواد المجال.. لتوحيد الجهود وحمل القضية على محمل الجد..
إنك بكلامك هذا دعم ومواساة.. بارك الله فيك
بارك الله فيك أخي كمال.. من يعرفك يعرف معنى الإرادة.
وثقتي بكم أكبر يا من يصيغ أفكاره أعمالا.. ويامن يطغى في المجال بتواضع.. ويؤسس لاحتواء الجودة كاملة في استوديو انتاجه الجميل بين عناقيد العنب..
بارك الله فيك أخي إبراهيم.
أسعدني مرورك الكريم أخي عبد الحفيظ..
بوركت أخي محفوظ شكرا لك..
وبالنسبة لسؤالك.. تعاملت مع الفيديو منذ الصغر، كنت أقوم بوصل أجهزة الفيديو بالكوابل والتسجيل من شريط إلى شريط.. وإضافة الموسيقى للفيديو باستخدام الأجهزة البسيطة..وذالك عندما كنت في الثانية عشر أواخر التسعينيات.. وانطلاقتي الحقيقية كانت عام 2001 عندما دخلت عالم المونتاج الرقمي بالحاسوب.. كنت عندها في الخامسة عشر..
وفقك الله أخي محفوظ في المجال.. وخاصة الطريق أسهل الآن فيوجد انترنت ورواد المجال كثيرون يمكنكم تبادل الخبرات وتنظيم دورات..
السلام عليكم
مضى شهران على هذه التدوينة الرائعة يا أخي سفيان ..
ما أخبار ونتائج التحديات ؟ وهل من جديد ؟
سلام،
وعليكم السلام
بارك الله فيك أخي الكريم على سؤالك.. في الحقيقة بضعة أشهر لن تكون مقياسا لنجاح التحدي أو فشله.. لكن والحمد بعد هذه الفترة الوجيزة من القرار الذي اتخذته، الأمور تسير نحو الأفضل من كل الجوانب، نسأل الله العلي القدير أن يديم النعم وأن يثبتنا على حمده وشكره.
شكرا لك اخي سقيان يشرفني ان اكون احد تلاميذك
جزاكم الله كل خير