حان وقت الإبتسام!

لا داع لأن أفتتح تدوينتي المقتضبة هذه بكلمات مبهجة، جميلة ومثيرة، فالوقت لا يسمح بأن أرقن كلمات لا وقت للقارئ لسردها، كما أن فحوى التدوينة قد ينسيه إياها.
في يوم ربيعي غائم، أجلس وحدي على سور الحديقة الصفراء، أتأمل ما حولي من صور، وأراقب من يغدو ويروح في الأرجاء، محاولا أن أستلهم أفكارا للعمل الفني الجديد..

طويت أذرعي على صدري متجاهلا صفير الريح القوية.. وعيناي تجول في المكان مترقبة متوترة.

المساحات الذابلة من الحديقة تعزي الصفراء منها، قائلة: “أنتم السابقون ونحن اللاحقون!”. إذ تقاسم أوجهَ المارة بؤسها، فالكل حاملٌ همه معه، يشاركه غيره.. عسى يحملوا جزء منه.

وأنا حائر في أمر هؤلاء وألائك، ووجهي يعبر عن ذهشتي وأسفي..

قطرات المطر كسرت إيقاع حيرتي، الناس تهرول يمينا وشمالا هربا من الخير! خشية أن يزيل عن وجوههم قناع الإكتئاب الذي رسموه! والحديقة الصفراء تعذرني، وعشبها المُداس يطمئنني: لن تُجدِ هذه القطرات شيئا في ضمد الجراح، لا تخف فلن نخضر مجددا، ولن نفسد جو فصلكم البائس الطويل.

هرولت أنا بدوري هربا بأفكاري نحو مكتبي ورسمت بيمناي على اللوح الأبيض ابتسامة، حين أدركت أن وجهي عجز عن رسمها قهرا..!!